الثلاثاء، 14 أبريل 2020

المنطق ليس منطقيا

المنطق ليس منطقيا



أنا أتساأل ، هل المنطق منطقي فعلا؟ أم أنه منطقي بالنسبة لنا فقط؟
هذا ما سنتعرف عليه في هته المقالة ، لنبدأ بمثال بسيط.
 ماذا لو وضعنا رضيعين في غرفة؟ لكن هته الغرفة ليست عادية ، هذه الغرفة لها خاصية تمكنها من جذب الأشياء نحو الأعلى ، إذا انفلت شيء من يدك ، سيرتفع نحو الأعلى بدل أن يسقط نحول الأسفل. لكن الكائنات الحية لا تخضع لتأثير الغرفة ، قد يكون هذا غير منطقي بالنسبة لك ، لكن الرضيعين الذين سيكبران على هته الحال ، لن يرو أي غرابة في هذا الموضوع ، لأن ذلك هو المنطقي بالنسبة لهم ، لأن هذا ما كانو يرونه منذ الصغر لذى فالأمر عادي.


بعد أن يكبر الرضيعين على هته الحال و يصبحان شابين ، إذا أخبرتهما بأنه خرج هته الغرفة توجذ جاذبية نحو الأسفل و ليس نحو الأعلى ، و إذا انفلت شيء من يدك سيرتفع إلى الأعلى بدل أن يسقط نحو الأسفل ، لن يصدقاك و سيشكان حتى في وجود عالم آخر خارج هته الغرفة ، لأنهما ترعرعا في ذاك الوسك و كانت تلك الغرفة هي الشيء الوحيد الذي تمكنا من رؤيته و معاينته بأم أعينهما لذى فما يحدث في الغرفة هو المنطقي و ما يحدث خارج الغرفة هو الذي ليس منطقيا ، عكس ما نظنه نحن ، حيث نظن أن ما يحدث خارج الغرفة هو المنطقي و ما يحدث داخل الغرفة هو الذي ليس منطقيا ، في هته الحالة سنكون نحن و سكان تلك الغرفة لدينا منطقين مختلفين .
إذا فنحن بنينا منطقنا الخاص حسب مانراه و مانحس به ، ما رأيناه و ماعيشناه منذ صغرنا إلى حدود الآن هو المنطقي بالنسبة لنا ، فلو ترعرعنا في وسط يكون لون الماء أسودا لكان لون الماء الأسود هو المنطقي بالنسبة لنا ، و لن نتقبل فكرة أن الماء ليس له لون ، لكن بما أننا عشنا في كوكب فيه ماء بدون لون ، فإن هته الفكرة هي المنطقية بالنسبة لنا.
ماذا لو؟ ربينا رضيعا في وسط لا يوجد فيه سوى اللونين الأبيض و الأسود ، بعد أن يصبح راشدا نسأله."تخيل لونا آخر غير اللونين الأبيض و الأسود" ، بالطبع ستكون إجابته ساخرة ، لأنه لن يستطيع أن يتخيل لونا آخر لم يره قط ، كل صوره و ذكرياته كانت باللونين الأبيض و الأسود ، لذا فلن يتقبل فكرة وجود لون آخر غير هذين اللونين. إذا فالشاب يرى أنه من غير المنطقي و جود لون آخر ، لكن نحن نرى العكس ، بالنسبة لنا فهناك ألوان كثيرة أخرى غير اللونين الأبيض و الأسود ، لكنه لن يصدقنا لأنه لايرى ما نراه.
ماذا لو كنتم مكان الشاب ، و كنتم ترو ن اللونين  الأسود و الأبيض فقط ، هل كنتم ستصدقونني إذا أخبرتكم أن هناك ألوان أخرى غير هذين اللونين ، هذا ما يؤكد لنا شيئا ، هو أن المنطق نسبي ، و أن ترفض فكرة فقط بسبب أنها ليست منطقية هو أمر غبي فعلا ، لأن المنطق الذي تستدل به هو نفسه يتغير بل و يخطئ أحيانا.

هناك تعليقان (2):

  1. مقالة و أفكار رائعة،

    ردحذف
  2. اعتقد انك تخلط بين طبائع (صفات) الوقائع بما لها من مسلمات خاصة وبين المنطق ، عزيزي ؛ إن المنطق ملزوم للواقع وكذلك فهو ملزوم للعقل وليس لازما وعليك مراجعة (اللازم والملزوم) ، فعلى سبيل المثال فإن واقع ريمان الكروي وواقع اقليديس المستوي لكل منهما مسلماته الخاصة، لكن البديهية لا تختلف في كل الواقائع او الابعاد ، فرجاءا لا تخلط بين البديهيات وبين المسلمات وعليك مراجعة الفرق بين (البديهية والمسلمة) ، هذا اولا، اما ثانيا فإن النسبية هي من الأمور المنطقية ولو لم توجد نسبية لإنهار المنطق الرياضي ولن نستند على مقام رياضي قط، وعليك مراجعة النسبية المنطقية الرياضية، فإحترس لصنعة منطقك وضيق نظرتك في فهم الوقائع وطبائعها علي انها هي المنطق

    ردحذف